الذهب يخيب اّمال الفتيات في الوقت الضائع .

البنات يلجأن للاكسسوارات

كان ومازال الذهب حتى عهد قريب الأهم في جهاز العروس التي كانت تحرص على أن تشتري بنصف مهرها و أحيانا ثلاثة أرباعه تشكيلات مختلفة من الذهب ليس فقط بهدف الزينة ولكن كتأمين للمستقبل أيضا، ولكن بعد الطفرة الأخيرة في الارتفاع التصاعدي والخيالي في أسعار الذهب التي تعدت قيمة الجرام فيها المائة ريال بدأت تلك القاعدة تهتز وتتغير حيث انصرف كثير من العرائس عن شراء الذهب واستبدلنه بالاكسسوار الذي يمتاز بروعة وجمال تصميماته وأسعاره المناسبة، بالإضافة لدعم الموضة له فهل ستبتعد العرائس تماما عن شراء الذهب ؟ وهل سيؤثر ذلك في توجهات تجّاره وأسعاره ؟
أسعار
تستعد «ميعاد عبد العزيز» لزفافها بعد أيام وانتهت من جهازها منذ أسبوعين فقط وقالت إنها لم تشتر من الذهب سوى عقد بسيط وأساور ومع هذا دفعت ثمنا لهم أحد عشر ألف ريال من مهرها الذي لا يتجاوز الثلاثين ألفا . فالعريس قريبها وأوضحت أن أختها التي تزوجت منذ سبع سنوات أشترت طاقمين وسبحة و نوعين من الأساور بثلاثة عشر ألف ريالا فقط، وتبين «ميعاد» أنها ترددت كثيرا قبل أن تشتري ذهبا بل إنها لم تكن لتشتري بالفعل لولا ضغوطات الأسرة عليها فارتفاع أسعار الذهب وقلة مهرها مع متطلبات العروس الكثيرة التي غدت في ازدياد دفعاها لهذا التفكير.
التزامات
وتقول «وجدان عبد الهادي» التي لم تشتر ذهبا نهائيا إن ارتفاع اسعار الذهب أول أسباب انصرافها عن قاعدة شراء الذهب و لكنه ليس السبب الوحيد حيث إن هناك العديد من الأسباب أهمها أنه ليست أسعار الذهب وحدها التي ارتفعت بل أسعار كل محتويات جهاز العروس من ملابس بأنواعها ومكياج و اكسسوارات وغيره وليس هذا فحسب بل استجدت التزامات جديدة على العروس لا تستطيع التخلي عنها والا ستصبح عروسا تقليدية وقديمة في نظر الجميع الذين سينهلن ّ عليها بانتقاداتهن التي لن تنتهي، ومن أبرز هذه الالتزامات الكوشة التي تبلغ قيمة أبسطها وأرخصها أربعة الاف ريال ،بالإضافة إلى زفة العروس التي أصبحت تنافس أشهر البرامج الغنائية وتقليد الفضائيات التي تبدأ بألف ريال فما فوق هذا عدا إهداءات العروس وفستانها الذي تعدى إيجاره الأربعة الاف ريال وفستان ليلة الحنة وتوابع الاحتفال بهذه الليلة وأن بعض العرائس لايكتفين بكوشة واحدة بل يقمن ثلاث كوش واحدة لليلة الخطوبة وأخرى لليلة الزفاف والثالثة لحفل الصباحية الذي تحول مع الزمن لمسائية، وقاعدة شراء الذهب اندثرت لعاملين رئيسيين هما : ارتفاع اسعاره وانجراف الناس وراء مظاهر حفلات زفاف اليوم تضاعفت، كل ذلك حجم المهر الذي لم يعد كالسابق، حيث تسبب في عزوف عدد من الشباب عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة لتخفيض مبلغ المهر لدى عدد كبير من أولياء الامور.
تقليد
وتعتبر « نور فرحان» التي أتمت للتو شهرا من الزواج ارتفاع اسعار الذهب المصحوب بتألق تصميمات الاكسسوار وغزوه السوق السبب الرئيس في عزوف كثير من العرائس عن شراء الذهب خاصة مع انتشار الذهب المقلد الذي لا يختلف في شكله ولمعانه وحتى تصميماته عن الذهب الاصلي مما جعل بعض العرائس تعمد لشرائه لترتديه أمام الضيوف والمهنئين في أيام الزواج الأولى حتى لا يتعرضن للانتقاد خاصة من كبيرات السن وقريبات العريس اللاتي لا يتقبلن مبدأ التضحية بالذهب مهما بلغ سعره . أما بعض العرائس فقد اتبعن موضة جديدة وهي استقطاع مبلغ من المهر وإيداعه في البنك على أمل أن تنخفض أسعار الذهب وتعود للسابق ومن ثم يشترين ما يحلو لهن منه.
إقبال
ومن آراء العرائس لرأي تجار الذهب الذين أكدوا أن أغلب الزبائن يقبلون على البيع في هذه الأيام محققين ربحا إضافيا لقيمة شرائهم مقتنياتهم من الذهب وسط هذا الانتعاش غير المسبق باسعار الذهب التي يتوقعون أن تستمر في الفترة المقبلة، حيث أوضح التاجر «أبو عبد المحسن» أن تذبذب سعر الجرام يدور في أرقام متقاربة كلها تدخل في إطار الارتفاع الذي يتوقع أن يستمر فترة غير محددة في الوقت الحالي، وقال إن انصراف بعض العرائس لم يؤثر على دخل تجار الذهب خاصة أن أغلب العرائس مازلن يقبلن على شراء الذهب ولكن بكميات أقل تصل لنفس سعر الكميات الكبيرة قديما.
جودة
ويرى «أبو عبد المحسن» أن العروس التي لا تشتري ذهبا جهازها ناقص ومفتقد أهم عناصره مؤكدا للعرائس أن العبرة ليست في الكثرة وإنما في الجودة والوزن ولكن للأسف أن عرائس اليوم يحرصون على اقتناء عدد كبير من الملابس و الاكسسوارات التي لن تنفعهم إن احتجن لها في يوم من الأيام مضيفا أن القائمين على تجارة الذهب حرصوا في الآونة الأخيرة على ابتكار تصميمات حديثة تناسب ذوق العرائس من هذا الجيل وأغلب هذه التصميمات من النوع الناعم البسيط الذي يعتبر أنسب سعرا للعرائس اللاتي لم يعدن يرغبن في اقتناء موديلات الذهب القديمة التي بدأت تندثر من السوق.

Admin عدد الرسائل : 524 تاريخ التسجيل : 20/12/2007

الله يخلف علينا بس
ارتفع الذهب وراحت فلوسنا Sad