عندما كنت صغيره كانت والدتي تحذرنا دائما من
مخاطر الصعود إلى سطح المنزل .. وكانت تحرص
دائما إن تغلق الباب المؤدي إلى ذلك السطح ..
حتى اصبح الصعود إلى سطح المنزل حلما يراودني
كل يوم ..
في ذات مره تنبهت إن الباب لم يعد مغلقا بمفتاح
فما كان مني إلا إن اتشحت بوشاح وتسللت بخفه
إلى ذلك السطح .. لاول مره في حياتي ..
تاملت ذلك السطح فلم اجد فبه مايجعل أمي تغلق علينا
طوال تلك الفتره .. شعرت براحه غريبه لم اعهدها من قبل
وتنبهت إلى وجود منفذ آخر غير الذي سلكته .. فتخوفت وهممت
بان اعود ادراجي إلى الاسفل .. لكن في تلك اللحظه
سمعت صوت يناديني باسمي , فالتفت اليه , لكني لم
اشعر بخوف لان ذلك الشخص اراه كثيرا برفقة ابي
.. حديث عابر دار بينه وبيني .. سالني بعض الاسئله
وهو يطعم الحمام الذي في السطح ..
كنت اول مره اتحدث اليه بالرغم من مشاهدتي الكثيره له
برفقة والدي ..
انهيت حديثي بسرعه ونزلت دون إن تشعر والدتي
بعدم وجودي ..
اعجبني ذلك المكان كثيرا .. واصبحت كل يوم استرق اللحظات
لاشاهد ذلك الحمام وهو يحلق .. وكنت دائما ارى ذلك الشخص
واحدثه واستمع اليه .. حتى بت لا اطيق يوما دون إن اراه ..
وكان كثير النصح لي واهداني الكثير من الكتب لبنت الهدى كي
اقرأها .. وعلمني الكثير عن امور ديني التي اجهلها ..
فاصبحت اتردد كثيرا إلى سطح منزلي .. اعطاني مره كتابا
وقال لي تعالي غدا لنطعم الحمام ولأشرح لك مالاتفهميه ..
كانت هذه أخر كلمه سمعتها منه لانني حينما نزلت ذلك اليوم تلقتني والدتي
وانهالت علي ضربا .. لانها طالما حذرتني من الصعود ..
بكيت ذلك اليوم .. بكيت كثيرا لانني شعرت بالظلم ..
لان ذلك الشخص الذي كنت التقيه لم يكن سوى أخي من ابي ..
تمنيت إن اصرخ في وجه أمي واقول لها إن لاذنب لنا فيما حدث في الماضي
تمنيت اقول لها بانني لم اعد صغيره ولم يعد هناك سبب للخوف
من إن اتقرب إلى اخوتي ..
تمنيت اقول لها بانني احتاج اليه قدر احتياجي لك ..
لكنني لم استطع ..ماذا كنتم ستفعلون لو ارغمتم على الابتعاد
عن شخص يعني لكم الكثير .. شخص كان له الاثر الكبير في صقل
شخصيتكم .. ؟؟؟